Press صحافة
-Selected press articles on the work of the theater-مقالات صحفية مختارة حول اعمال المسرح
اقبال جماهيري على مسرحية تحكي واقع القدس
اقبال جماهيري على مسرحية تحكي واقع القدس الثلاثاء, 02/12/2008 - 09:37
الثلاثاء فبراير 12 2008 القدس- مراسل القدس الخاص(جامعة القدس)-يبدو أن مسرحية »أبو حليمة« التي قدمها مؤخراً مسرح »الرواة المقدسي« تحولت إلى ظاهرة شعبية فلسطينية من حيث الإقبال على مشاهدة عروضها والنقاشات التي تثيرها في المجتمع الفلسطيني.
وهو ما أكده عرض المسرحية في جامعة القدس، بدعوة من دائرة العلاقات العامة والشؤون الثقافية في الجامعة وبحضور عدد كبير من طلبة الجامعة وأساتذتها، حيث عرضت المسرحية على خشبة المسرح الرئيسي للجامعة وقدم الفنان المسرحي المعروف إسماعيل الدباغ عرضاً أثار المشاعر المختلطة في كوميديا سوداء حول الحالة الفلسطينية اليوم لاسيما واقع مدينة القدس وحق العودة.
وتعالج مسرحية »الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة« عبر قصة إنسانية وتفاصيل حميمة معاناة اللاجئين الفلسطينيين، منذ النكبة الكبرى عام 1948 مروراً بنكسة 1967 وصولاً لما بعد اتفاقية أوسلو عام 1993، وتوقهم للعودة إلى وطنهم.
فـأبو حليمة الذي أمضى السنوات العشر الأولى من حياته حافي القدمين، يحلم دائما بامتلاك حذاء ويتحول الحذاء إلى رمز يتعدى دلالته المادية.
وفي عودته الناقصة إلى فلسطين بعد اتفاقات أوسلو فإن أبو حليمة يبحث عن فلسطين في فلسطين »الله ما أبعدك يا فلسطين وأنا فيكي« يقول أبو حليمة الذي ظل يحلم بالعودة طفلاً وشاباً، إلى أن عاد ورأى الحواجز العسكرية والمستوطنات على التلال.
و أبو حليمة يشير بجرأة إلى مظاهر سلبية عديدة مثل المنظمات غير الحكومية التي تستغل المعاناة وحصار مدينة القدس، ويتحدث عما وصلت إليه القدس التي دخلها متسللا، حيث عاش في إحدى حارات البلدة القديمة مهددا من قبل الحشاشين والمحتلين، وتتعرض المسرحية لحالة الضياع التي يعيشها الشباب المقدسي، والحكايات الصغيرة لبائعات الخضار في شوارع وأسواق المدينة والمعنى الإنساني والوطني لهذه المعاناة .
ونظمت الجامعة ندوة مفتوحة حول المسرحية تحدث فيها الشاعر نجوان درويش والفنان إسماعيل الدباغ بحضور طاقم المسرحية الموسيقي درويش ومدير فرقة مسرح الرواة محمد صبيح والمخرج جاكوب امو، حيث تحاوروا مع طلبة الجامعة الذين تفاعلوا مع المسرحية بشكل استثنائي وقدموا مداخلات وأسئلة حول »أبو حليمة« البطل الشعبي الذي عبر عن أسئلتهم ومخاوفهم وأشواقهم كما قالت إحدى الطالبات.
يقول الفنان المسرحي صقر السلايمة بأن »أبو حليمة عمل مسرحي فلسطيني استثنائي يعكس بدقة الواقع الذي تعيشه القدس«، ومن جهتها قالت رولا الأفندي مديرة العلاقات العامة في الجامعة: »نفخر باستضافة هذا العمل المسرحي الهام ونرجو أن تحذو الجامعات الفلسطينية حذو جامعة القدس في تقديم هذا العمل لطلابها، فهذا العمل يدعم مشاعر الانتماء ويثير الأسئلة والوعي لدى الأجيال الجديدة بشكل خاص ويدعم ثقافتهم الوطنية».
يذكر بأن مونودراما »أبو حليمة« من إنتاج مسرح الرواة المقدسي لعام 2008 ، والمسرحية التي قدمها بأداء فني متمكن النجم المسرحي إسماعيل الدباغ مأخوذة عن قصة الأديب طه محمد علي وأعدها دراميا الشاعر نجوان درويش، وأخرجها الاسباني جاكوب آمو وموسيقى درويش، مساعد إخراج نضال داوود، سينوغرافيا نرمين الدباغ، أزياء لولا زيادة، إضاءة معاذ الجعبة، أصوات رامي مسلم وريم تلحمي.
وستمثّل مسرحية الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة فلسطين في أيام عمان المسرحية الشهر القادم، بالإضافة إلى جولة عروض محلية وعالمية طوال عام 2008.
مسرح الرواة-سامر اسماعيل -مجلة شرفات-دمشق
ممثلون غاضبون يحوّلون القدس إلى مسرح
لا ريب أن تكون الصرخة التي وجهتها فرقة مسرح «الرواة المقدسية» من أكثر الصرخات المؤلمة التي لا يمكن لأحد من المسرحيين العرب أن يَصُمَّ آذانه عن صوتها المخنوق، فإذا كانت القدس كما قُيِّضَ لها أن تكون تحت بسطار الإسرائيلي وجنازير دباباته، هذا لا يعني أن يُغلِقَ "الفلسطيني" أبواب المسرح في نوجه أخوته، هذا الفلسطيني ليس فقط مدير المسرح الوطني السيد"جمال الغوشه"، أي ليس وحده الذي قام ومن بنات أفكاره بتعطيل عرض مسرحية "أبو حليمة" التي افتتحت مهرجان الشباب في طرطوس، وقدَّمت ثلاثة من العروض التي لن ينساها الجمهور السوري على خشبة مسرح «القباني» بدمشق، وإنما هي القنصليات الأجنبية التي تتحكم بمصير مسرحيِّي فرقة (الرواة)، كي يُعطِّل نشاط هذه الفرقة، وهذا ما بدا واضحاً للجميع عندما مُنعت "الرواة" وبقرار فردي من تقديم مسرحيتها "الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة(الذي كان مقرراً في يومي 19-20من تموز الماضي) بحجة عدم تمكن أعضاء الفرقة من دفع "الأجرة" الباهظة التي فرضها مدير المسرح "الغوشه" على المسرحيين الفلسطينيين في القدس.
"الرواة" لم يسكتوا على ذلك حيث أصدروا بياناً صحفياً لوضع الجمهور والمهتمين بثقافة القدس في ضوء الممارسات التي تقوم بها إدارة المسرح الوطني ومن خلفها قنصليات اللوبي الإسرائيلي؛ الذين يضعون اليوم كلَّ ثقلهم لتعطيل أي نشاط يقوم به المثقفون الوطنيون خارج التقسيمات والفصائل السياسية الفلسطينية، وناشد المسرحيون الغاضبون كلَّ مسرحيي الوطن العربي بالانضمام للحملة الشعبية التي تقوم بها الفرق الفلسطينية لإعادة المسرح الوطني المخطوف من قبل اللوبيات الأوروبية؛ لذلك لم يتوقف "أبو حليمة" عن حكاية الرواية الكاملة لمنظمات العمل المدني، وعن الفضيحة الجديدة لمؤسسة"crazy pece” وغيرها من المنظمات العاملة في فلسطين.
يبكي (أبو حليمة) ولا ننزعج من بكائه، يشتم ويلعن"ولاد.. الشلن" الذين تركوه لصدقات وكالات الأمم المتحدة، وهاهم أولاد " الش.. لن" يرمونه مرةً أخرى، هو الممثل المسرحي، لفداحة العراء، بعد أن رفض هو وأفراد فرقته أن يأخذوا دولاراً واحداً من هذه المنظمات التي تقوم باستيراد مخرجين سينما ومسرح، وتقوم بتصدير معارض للفنِّ التشكيلي باسم المثقفين الفلسطينيين إلى صالات أوروبا ونيويورك والخليج العربي، كان آخرها مشاركة بعض من هؤلاء في «بينالي الشارقة» للفنون التشكيلية، هذا ما رواه "نجوان درويش" بالحرف عمن يقومون بمصادرة حق الفنان والمثقف الفلسطيني في تمثيل فلسطين، وبأموال مشبوهة تفرض الأجندة والموضوعات الفنية، فيما يُعتَّم على نخبة فناني ومثقفي فلسطين الذين يريدون أن يحتفلوا بالقدس عاصمةً للثقافة العربية.
يقول «نجوان درويش»: لم يتركوا لنا فرصة للمشاركات الخارجية، حتى إنَّهم حاربوا مسرحيتنا، وطردوا مخرجها"جاكوب أمو" من فلسطين، بحجة أنه إسباني، وبعد أن شاهدوا العرض عرفوا أنَّنا نُوجِّه إصبع الإتهام وبشكلٍ مباشرٍ إلى الإسرائيلين حتى إنَّ أحد المشاهدين الفرنسيين قال لي: إنَّ نصَّ مسرحية أبو حليمة خبيث جداً، إنهم يريدون إيجاد نوع من الحوانيت الثقافية التي تُموِّلها منظمات العمل المدني لاحتكار أيَّة محاولة لتمثيل الثقافة الفلسطينية الوطنية التي تُصِّرُ على هويتها القومية»، وتابع «درويش»: «اليوم هناك تيارات متأسرلة داخل الثقافة الفلسطينية، وهم على الأرجح عملاء ثقافيون لإسرائيل يعملون لإلغاء دور الثقافة الفلسطينية الحقيقية، حتى في المشاركات العربية، ولا أبالغ إذا قلت: إنها برعاية أوروبية متواطئة مع الإسرائيلي وتعمل لحساب مشاريعه التلفيقية، كان آخرها عرض"طوق هيلين" لمخرجة فرنسية قامت بكتابة نص عن فلسطين وأتت إلى عمان لانتقاء ممثلين، وقامت بتقديم عرضها في أوروبا على أنَّه ممثل شرعي للمسرح الفلسطيني.
يقول «نجوان درويش» دراماتورج الفرقة والشاعر الفلسطيني المعروف: "إنَّ "الغوشه" الذي يقوم بكتابة قصص الكوبوي وإخراجها لتمثل المسرحيين الفلسطينيين غيابياً على مسارح أوروبا لا علاقة له بفنِّ المسرح، فهو ليس إلا محاسب لإحدى منظمات العمل المدني التي تريد مصادرة حق المثقف الفلسطيني بتمثيل بلاده في الخارج».
بعد هذا كله ماذا سيفعل «أبو حليمه» الذي لا يُفضِّل حتى الآن سماع برنامج"اضحك معنا" ولا يقبل المال المغشوش الذي يدور في دوائر وبنوك خيالية، ليتحول لمجرد مالٍ خاصٍ جداً تستخدمه جهات معروفة في قتل أبنائها وتغييبهم، ومن ثمَّ تغرقهم بالأفيون والحشيش، ليعيشوا اغترابهم الأقسى في مدينتهم القدس؛ التي طالما حلموا بالعودة إليها؛ حتى ينسوا بلداً كانت تسمى «فلسطين»!
الممثل «إسماعيل الدباغ» رئيس فرقة الرواة قال: «إنَّ المسرح الوطني هو مكان عام يُموَّل من مقدرات الشعب الفلسطيني أصبح اليوم محتكراً من المؤسسات الأجنبية والقنصليات التي وحدها تملك أجرة المسرح للتدرب على خشبته». واعتبر الدباغ أن المسرح الوطني منذ أن أسسته فرقة الحكواتي و"فرانسوا أبو سالم" عام1984 هو ملك للحركة المسرحية ومؤسسة وطنية عامة، ولذلك لم يتورع "الدباغ" أن يقول بتغيير السياسة الإدارية المجحفة بحق المسرح والمسرحيين في القدس وطالب المؤسسات الوطنية والأهلية بإعلان حملة شعبية وإعلامية من أجل إنقاذ المسرح الوطني من سيطرة الغوشه وأتباعه..
"أحمد أبو سلعوم" مؤسس مسرح سنابل أوضح أنَّ المسرح الوطني الفلسطيني تمَّ تأجيره لمن يدفع أموالاً أكثر، وأغلقت الأبواب في وجه الفرق المقدسية خصوصاً، ونالت الفرق الأجنبية الحظ الأوفر من فرصة الوقوف على خشبة هذا المسرح.
الحكاية لم تتوقف عند فرقة "الرواة"، بل انبرت فرقة «سلاف المقدسية» لدعم شرفاء الحركة المسرحية إضافةً إلى فرقة "الجوَّال" وفرقة "خراريف" المسرحيتين، فوقفت هذه الفرق جنباً إلى جنب من أجل مؤازرة الحركة المسرحية المقدسية التي طالها الاضطهاد لمدة ثمانية عشر عاماً من قبل الإدارة الحالية للمسرح، مما أدى إلى اعتزال العديد من ممثليها ومخرجيها الذين فضلوا الانسحاب من مسرح لم يعد لهم فيه موطئ قدم.
هكذا تتحول مدينة تحت الحصار إلى مسرح بفعل الوعي الذي شكله المسرحيون، وقدموه لجمهورهم صافياً من الإملاء والممالأة، فما بال المسرحيين في بلادٍ أخرى يهربون إلى التلفزيون، ويناصبون العداء للجمهور يتهمونه بالجهل والسطحية وضعف الثقافة، أليس المسرح هو وعي المدينة بذاتها؟ أليس جمهور المسرح من أوائل البرلمانات الحرَّة التي شهدتها أثينا على مدرجاتها وفي ساحاتها العامة، فلماذا يظلُّ الفساد هو صنو المسرح العربي؟ لماذا تذهب أموال المسرح إلى غير المسرحيين؟ ألا تحرض أحداث المسرح الوطني وتضاعيفها المحتملة مسرحيين آخرين بأخذ حقوقهم بعد أن زُهقت أموال كثيرة على السياحة باسم المسرح، وساد طبل الإطناب على مهرجانات تتشاوف بكثرة ضيوفها، بينما يستمرُّ الكثيرون بتأجيل نصوصهم إلى الموسم المسرحي القادم.. ؟.
سامر محمد إسماعيل
لا ريب أن تكون الصرخة التي وجهتها فرقة مسرح «الرواة المقدسية» من أكثر الصرخات المؤلمة التي لا يمكن لأحد من المسرحيين العرب أن يَصُمَّ آذانه عن صوتها المخنوق، فإذا كانت القدس كما قُيِّضَ لها أن تكون تحت بسطار الإسرائيلي وجنازير دباباته، هذا لا يعني أن يُغلِقَ "الفلسطيني" أبواب المسرح في نوجه أخوته، هذا الفلسطيني ليس فقط مدير المسرح الوطني السيد"جمال الغوشه"، أي ليس وحده الذي قام ومن بنات أفكاره بتعطيل عرض مسرحية "أبو حليمة" التي افتتحت مهرجان الشباب في طرطوس، وقدَّمت ثلاثة من العروض التي لن ينساها الجمهور السوري على خشبة مسرح «القباني» بدمشق، وإنما هي القنصليات الأجنبية التي تتحكم بمصير مسرحيِّي فرقة (الرواة)، كي يُعطِّل نشاط هذه الفرقة، وهذا ما بدا واضحاً للجميع عندما مُنعت "الرواة" وبقرار فردي من تقديم مسرحيتها "الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة(الذي كان مقرراً في يومي 19-20من تموز الماضي) بحجة عدم تمكن أعضاء الفرقة من دفع "الأجرة" الباهظة التي فرضها مدير المسرح "الغوشه" على المسرحيين الفلسطينيين في القدس.
"الرواة" لم يسكتوا على ذلك حيث أصدروا بياناً صحفياً لوضع الجمهور والمهتمين بثقافة القدس في ضوء الممارسات التي تقوم بها إدارة المسرح الوطني ومن خلفها قنصليات اللوبي الإسرائيلي؛ الذين يضعون اليوم كلَّ ثقلهم لتعطيل أي نشاط يقوم به المثقفون الوطنيون خارج التقسيمات والفصائل السياسية الفلسطينية، وناشد المسرحيون الغاضبون كلَّ مسرحيي الوطن العربي بالانضمام للحملة الشعبية التي تقوم بها الفرق الفلسطينية لإعادة المسرح الوطني المخطوف من قبل اللوبيات الأوروبية؛ لذلك لم يتوقف "أبو حليمة" عن حكاية الرواية الكاملة لمنظمات العمل المدني، وعن الفضيحة الجديدة لمؤسسة"crazy pece” وغيرها من المنظمات العاملة في فلسطين.
يبكي (أبو حليمة) ولا ننزعج من بكائه، يشتم ويلعن"ولاد.. الشلن" الذين تركوه لصدقات وكالات الأمم المتحدة، وهاهم أولاد " الش.. لن" يرمونه مرةً أخرى، هو الممثل المسرحي، لفداحة العراء، بعد أن رفض هو وأفراد فرقته أن يأخذوا دولاراً واحداً من هذه المنظمات التي تقوم باستيراد مخرجين سينما ومسرح، وتقوم بتصدير معارض للفنِّ التشكيلي باسم المثقفين الفلسطينيين إلى صالات أوروبا ونيويورك والخليج العربي، كان آخرها مشاركة بعض من هؤلاء في «بينالي الشارقة» للفنون التشكيلية، هذا ما رواه "نجوان درويش" بالحرف عمن يقومون بمصادرة حق الفنان والمثقف الفلسطيني في تمثيل فلسطين، وبأموال مشبوهة تفرض الأجندة والموضوعات الفنية، فيما يُعتَّم على نخبة فناني ومثقفي فلسطين الذين يريدون أن يحتفلوا بالقدس عاصمةً للثقافة العربية.
يقول «نجوان درويش»: لم يتركوا لنا فرصة للمشاركات الخارجية، حتى إنَّهم حاربوا مسرحيتنا، وطردوا مخرجها"جاكوب أمو" من فلسطين، بحجة أنه إسباني، وبعد أن شاهدوا العرض عرفوا أنَّنا نُوجِّه إصبع الإتهام وبشكلٍ مباشرٍ إلى الإسرائيلين حتى إنَّ أحد المشاهدين الفرنسيين قال لي: إنَّ نصَّ مسرحية أبو حليمة خبيث جداً، إنهم يريدون إيجاد نوع من الحوانيت الثقافية التي تُموِّلها منظمات العمل المدني لاحتكار أيَّة محاولة لتمثيل الثقافة الفلسطينية الوطنية التي تُصِّرُ على هويتها القومية»، وتابع «درويش»: «اليوم هناك تيارات متأسرلة داخل الثقافة الفلسطينية، وهم على الأرجح عملاء ثقافيون لإسرائيل يعملون لإلغاء دور الثقافة الفلسطينية الحقيقية، حتى في المشاركات العربية، ولا أبالغ إذا قلت: إنها برعاية أوروبية متواطئة مع الإسرائيلي وتعمل لحساب مشاريعه التلفيقية، كان آخرها عرض"طوق هيلين" لمخرجة فرنسية قامت بكتابة نص عن فلسطين وأتت إلى عمان لانتقاء ممثلين، وقامت بتقديم عرضها في أوروبا على أنَّه ممثل شرعي للمسرح الفلسطيني.
يقول «نجوان درويش» دراماتورج الفرقة والشاعر الفلسطيني المعروف: "إنَّ "الغوشه" الذي يقوم بكتابة قصص الكوبوي وإخراجها لتمثل المسرحيين الفلسطينيين غيابياً على مسارح أوروبا لا علاقة له بفنِّ المسرح، فهو ليس إلا محاسب لإحدى منظمات العمل المدني التي تريد مصادرة حق المثقف الفلسطيني بتمثيل بلاده في الخارج».
بعد هذا كله ماذا سيفعل «أبو حليمه» الذي لا يُفضِّل حتى الآن سماع برنامج"اضحك معنا" ولا يقبل المال المغشوش الذي يدور في دوائر وبنوك خيالية، ليتحول لمجرد مالٍ خاصٍ جداً تستخدمه جهات معروفة في قتل أبنائها وتغييبهم، ومن ثمَّ تغرقهم بالأفيون والحشيش، ليعيشوا اغترابهم الأقسى في مدينتهم القدس؛ التي طالما حلموا بالعودة إليها؛ حتى ينسوا بلداً كانت تسمى «فلسطين»!
الممثل «إسماعيل الدباغ» رئيس فرقة الرواة قال: «إنَّ المسرح الوطني هو مكان عام يُموَّل من مقدرات الشعب الفلسطيني أصبح اليوم محتكراً من المؤسسات الأجنبية والقنصليات التي وحدها تملك أجرة المسرح للتدرب على خشبته». واعتبر الدباغ أن المسرح الوطني منذ أن أسسته فرقة الحكواتي و"فرانسوا أبو سالم" عام1984 هو ملك للحركة المسرحية ومؤسسة وطنية عامة، ولذلك لم يتورع "الدباغ" أن يقول بتغيير السياسة الإدارية المجحفة بحق المسرح والمسرحيين في القدس وطالب المؤسسات الوطنية والأهلية بإعلان حملة شعبية وإعلامية من أجل إنقاذ المسرح الوطني من سيطرة الغوشه وأتباعه..
"أحمد أبو سلعوم" مؤسس مسرح سنابل أوضح أنَّ المسرح الوطني الفلسطيني تمَّ تأجيره لمن يدفع أموالاً أكثر، وأغلقت الأبواب في وجه الفرق المقدسية خصوصاً، ونالت الفرق الأجنبية الحظ الأوفر من فرصة الوقوف على خشبة هذا المسرح.
الحكاية لم تتوقف عند فرقة "الرواة"، بل انبرت فرقة «سلاف المقدسية» لدعم شرفاء الحركة المسرحية إضافةً إلى فرقة "الجوَّال" وفرقة "خراريف" المسرحيتين، فوقفت هذه الفرق جنباً إلى جنب من أجل مؤازرة الحركة المسرحية المقدسية التي طالها الاضطهاد لمدة ثمانية عشر عاماً من قبل الإدارة الحالية للمسرح، مما أدى إلى اعتزال العديد من ممثليها ومخرجيها الذين فضلوا الانسحاب من مسرح لم يعد لهم فيه موطئ قدم.
هكذا تتحول مدينة تحت الحصار إلى مسرح بفعل الوعي الذي شكله المسرحيون، وقدموه لجمهورهم صافياً من الإملاء والممالأة، فما بال المسرحيين في بلادٍ أخرى يهربون إلى التلفزيون، ويناصبون العداء للجمهور يتهمونه بالجهل والسطحية وضعف الثقافة، أليس المسرح هو وعي المدينة بذاتها؟ أليس جمهور المسرح من أوائل البرلمانات الحرَّة التي شهدتها أثينا على مدرجاتها وفي ساحاتها العامة، فلماذا يظلُّ الفساد هو صنو المسرح العربي؟ لماذا تذهب أموال المسرح إلى غير المسرحيين؟ ألا تحرض أحداث المسرح الوطني وتضاعيفها المحتملة مسرحيين آخرين بأخذ حقوقهم بعد أن زُهقت أموال كثيرة على السياحة باسم المسرح، وساد طبل الإطناب على مهرجانات تتشاوف بكثرة ضيوفها، بينما يستمرُّ الكثيرون بتأجيل نصوصهم إلى الموسم المسرحي القادم.. ؟.
سامر محمد إسماعيل
الاحداث الاليمه في حياة ابو حليمه" قصص من حياة تشبه الموت"
عمان - ابراهيم السواعير - على مدى 55 دقيقة تحبس الأنفاس قدّمت فرقة مسرح الرواة المقدسية عملها الجديد الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة، في عرضين على خشبة مسرح مركز الحسين الثقافي، ضمن مهرجان أيام عمّان المسرحية. وبدا العرض شيئاً متميزاً من المسرح الفلسطيني قياساً بما قدمته الدورات السابقة من أيام عمان المسرحية.
تتقاطع قصة أبو حليمة- الشخصية الرئيسية في هذه المونودراما المسرحية-مع آلاف القصص الفلسطينية منذ نكبة عام 1948 وحتى هذه اللحظة.
من قصة ما يكون للأديب الفلسطيني طه محمد علي التي أعدها مسرحياً الشاعر نجوان درويش وأخرجها الاسباني جاكوب امو؛ قدّم الممثل المسرحي إسماعيل الدباغ مع طاقم العمل عرضاً استطاع أن يصل الجمهور وأن يزاوج بين مستوى فني متقدم وعرض جماهيري يمكن تقديمه لشرائح واسعة من الجمهور. في أداء مسرحي متمكن أخذنا المسرحي الدباغ إلى طفولة أبو حليمة في أحد مخيمات اللجوء وهو يحلم بامتلاك حذاء ويحلّق في طفولة شفافة تعيد المشاهد إلى طفولته.. ونراه في عودته الناقصة من المنفى بعد اتفاقية أوسلو يبحث عن فلسطين في فلسطين ولا يجدها. الله ما أبعدك يا فلسطين وأنا فيكي يقول أبو حليمة.
في مونودراما أبو حليمة نرى مدارس ومدرسين قساة وأزقة وطرقات وأمطاراً وأحذية وأحلاماً وهزائم وأوسمة وبائعات خضار بباب العمود، القدس ويافا وواقع محتل وشباب ضائع وحشاشون ومؤسسة ..مكفمذ ؟)فْ هؤلاء جميعاً تستعرضهم مونودراما أبو حليمة، ذلك الطفل الكبير الذي ما زال يبحث عن حذاء طفولته ويواصل الاحتجاج على طريقته.. وهو في مناكفاته وسلاطة لسانه يذكرنا بـقاسم الطفل الذي ضحك على ذقون القتلة..
وفيه أيضاً من روح حنضلة الطفل الذي يسحب اللاجئين من أيديهم إلى طريق العودة.
وتعد فرقة مسرح الرواة من أبرز الفرق المسرحية الفلسطينية اليوم وقد حازت على جائزة أحسن ممثل في مهرجان أمستردام الدولي للمسرح وجائزة أحسن عمل مسرحي في مهرجان روما لمسرح الطفل.. وقد لاقت مسرحية أبو حليمة إقبالا واسعاً من قبل الجمهور الفلسطيني لتقديمها لحياتهم وللدراما الفلسطينية اليومية وخصوصاً في مدينة القدس. وقد حظيت المسرحية بتغطيه إعلاميه واسعة من قبل فضائيات ووسائل إعلام عربية وعالمية أثناء عروضها في المدن الفلسطينية خلال الشهرين الماضيين.
ويذكر أن الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة هي المشاركة الثانية لفرقة مسرح الرواة في أيام عمان المسرحية، حيث شاركت الفرقة في الدورة الثانية من المهرجان بمسرحية أنصار عام 1995.
ويعزو الفنان إسماعيل الدباغ نجاح الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة إلى كونها قد أنتجت دون تمويل، كما ويعتبرها أهم عمل مسرحي مثله خلال السنوات الأخيرة. ويبدو التمويل في نظر الدباغ نوعاً من الفخ الذي سقطت فيه مواهب كثيرة. يقول الدباغ: مسرحية الأحداث الأليمة في حياة أبو حليمة تم انتاجها بلا تمويل على الإطلاق.. كل من عملوا في المسرحية من المهنيين لم يقبضوا قرشاً واحداً ولكن جمعتنا الفكرة والخروج من دائرة التلوث التي صنعتها لعبة التمويل.. ولهذا تفاعل معها الجمهور الفلسطيني بشكل غير مسبوق وكذلك لمسنا تفاعلا من الجمهور الأردني أيضاً.
وعن حال المسرح الفلسطيني اليوم وقضايا التمويل يقول الشاعر نجوان درويش: في فلسطين، التي يدخل الاحتلال فيها عامه الستين، تبدو حال المسرح كاشفةً لثلاث ظواهر متلازمة تتفشى اليوم في الكثير من البيئات الثقافة العربية: ظاهرة الثقافة الرخوة والاستشراق الذاتي والتبشير الثقافي وهي ظواهر تقع في صلب ثنائية الاحتلال والمقاومة وتتعدى فلسطين وتمس معظم الممارسات الفنية في المنطقة العربية- ونلحظها أكثر في مجالات الفنون البصرية والأدائية. وإن كان الاستشراف الذاتي والتبشير الثقافي ظاهرتين معروفتين؛ فـالثقافة الرخوة من عوارض العولمة والى حد ما ما بعد الحداثة أيضاً، في اقترانهما مع لحظة انسحاق حضاري لجنوب العالم من جهة أخرى والعودة المحمومة للفكرة الكولنيالية. ويربط درويش بين التمويل وهذه الظواهر الثلاث: غالبا ما تكون كلمة التمويل القاسم المشترك البرّاني بين هذه الظواهر؛ أما القاسم المشترك الجوّاني فهو استتباع نفسي وتبخيس مستمر للذات الحضارية للإنسان العربي. وقد كان سؤال التمويل واحداً من الأسئلة المؤرقة طوال السنوات الماضية حيث يعزو إليه المراقبون إفساد المجتمع المدني وبما فيه المجتمع الثقافي. بسبب التمويل مثلاً نقلت مؤسسات فلسطينية مثل مسرح القصبة لنشاطاتها ومقارها من القدس إلى رام الله؛ لأن التوجهات السياسية للممولين كانت ولا تزال تفضل تكريس رام الله كـعاصمة ثقافية فلسطينية عوضاً عن أن تكون القدس.
ويضيف نجوان درويش: إذا وضعنا جانباً التمويل الإسرائيلي لبعض الانتاجات المسرحية الفلسطينية من خلال مهرجانات مسرح عربية ومسارح عربية في إسرائيل؛ فإن إشكالية التمويل الغربي للفنون في فلسطين جزء من إشكاليات التمويل الغربي للثقافة في عدة بلدان عربية الآن ومناطق أخرى من العالم، وهي قضية وإن كانت غير جديدة نجد جذوراً لها في خمسينات وستينات القرن الماضي؛ إلا أنها بشكلها الحالي إفراز مباشر لتحولات العقدين الأخيرين، حيث دخلنا ما يمكن تسميته بزمن الثقافة الرخوة. ونحن حين نتحدث هنا عن ثقافة رخوة لا نستفيد وحسب من مصطلح الدولة الرخوة ومقاربات المفكر الاقتصادي سمير أمين للظاهرة في المنطقة العربية؛ وإنما نظن أن هذه الثقافة الرخوة التي تشكلت في فلسطين هي من العوارض المباشرة لمفهوم الدولة الرخوة والسياسات الاقتصادية العالمية المكوّنة لها. مع مفارقة أن الثقافة الرخوة تأتي عندنا في ظل عدم وجود دولة من أساسه- سوى دولة الاحتلال، وبهذا المفهوم تبدو الوظيفة المباشرة للثقافة الرخوة تقديم سينوغرافيا ترافق العملية السياسية اتفاقية أوسلو بما يدفع باتجاه فكرة كيان سياسي فلسطيني شكلاني شديد (الرخاوة) أو حتى وهمي يتجاور مع دولة احتلال تحتكر القوة و(الصلابة)1.
دمشق تتحول الى منصة لرواة فلسطين! فلسطيني غادر كادرة من على خشبة المسرح!!
الجمعة, 15 ماي/آيار 2009 10:28 فاديه زيد- دمشق
دمشق تتحول الى منصة لرواة فلسطين! فلسطيني غادر كادرة من على خشبة المسرح!! الجمعة, 15 ماي/آيار 2009 10:28 فاديه زيد- دمشق
اسعدنا كثيراً نحن العرب ولسنوات طوال أن يبقى الفلسطيني في لا وعينا تلك الصورة الجميلة والرومانسية التي سكنها رجل خارق، يلبس بدلة عسكرية، يغطي وجهه بالسلك، عيناه «تقدحان» نارا ويحمل بيده بندقية.
ولم ندر إلا متأخرين بأن هذه الصورة كانت تعويضا عن تلك الحقيقة المرة بأننا عاجزون و»معطلون» أمام القضية الفلسطينية، وأمام شعب عالق في أبشع مؤامرة دولية وسمت تاريخنا المعاصر بقانون الغاب، لعب فيه الإعلام والأدب والفن دوراً في تكريسها وجعلها نمطية بعيدة عن الفلسطيني الإنسان البسيط المهمش الذي كنا نظنه هاوياً للعب بالموت، وللمشي «حافي» كما عبر «أبو حليمة» بطل الملحمة الفلسطينية الحقيقي الذي يشبهنا والذي عشنا معه في العرض الفلسطيني «ابو حليمة»، المقدسي الآتي ليحيي احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية في مهرجان الشباب الرابع في طرطوس والتي حملت نظرة مختلفة على أكثر من صعيد: الفني والمعرفي.
**ما لا نعرفه عن الفلسطيني «الإنسان»
من العنوان يكسر «مسرح الرواة» الاجتماعي والعربي الذكوري السائد باستخدامه لاسم «حليمة» كاسم انثوي رضي أن ينادى به رجل عربي متزوج. ورويدا سنذهب مع هذا الفلسطيني إلى قاع حياته ومأساته لنرى وعبر هذه الرحلة المسرحية سلاسل من القهر والانكسارات والنكبات النفسية والحياتية التي ظلت بعيدة عن الأضواء هي اختصار لتراجيديا الإنسان الفلسطيني البسيط، الذي لم يكن الاحتلال بمفهومه المادي المباشر ووجود العدو الصهيوني هو معاناته الوحيدة فقط، ولكن متوالية من الانكسارات الهزائم الحياتية بدأت منذ ما قبل النكبة بالفقر والتمييز الاجتماعي الذي تناوله العرض المعد عن قصة للشاعر الفلسطيني طه محمد علي «ما يكون» وإخراج الإسباني جاكوب آمو، بدأت من تحطم حلم «أبو حليمة» بامتلاك حذاء لمدة عشر سنوات نجح خلالها مرة بشراء واحد كانت فردتاه «يمين»، وكم كان ألمه كبيراً عندما رأى ابن المختار يرتدي تلك «الكندرة» التي أحبها والتي لم يستطع أن يشتريها: «حسبت انو اغتصبها مني». تتابع الحياة تنكيلها بذلك المعذب لتبدأ رحلة جديدة بعد النكبة والتهجير من فلسطين ليذوق «أبو حليمة» الاضطهاد النفسي من مواطني البلد العربي الذي عاش في مخيماته لاجئا حين كان يمنع من التصرف والحديث بأي حق يتعلق بالمواطنة كاعتراضه على غلاء سلعة ليكون جواب العربي: « روح اتقاوى ع اليهود بدل ما تتقاوى علي'َ». وكرد فعل على هذا الشعور وجد أبو حليمة نفسه وبشكل فطري مدفوعا للالتحاق بأحد معسكرات التدريب والمقاومة لكي يدافع عن أرضه ويعيش فيها بكرامة، لندخل وإياه منطقة لطالما كانت محظورة وهي تصوير الارتجال والجهل في التعاطي مع أفراد المقاومة المتطوعين، جاعلا منها مجالا للسخرية كسرت حالة القدسية والمثالية التي كنا ننظر بها، عندما استعرض بعض الشعارات أثناء التدريب العسكري" لا دخان ولا نسوان- التي حملها «أبو حليمة» مسؤولية الإساءة إلى طبيعة الفرد الفلسطيني وأشار بها إلى حجم الأذى المتأتي والتخريب غير المباشر وغير المخطط له الذي الحقته هذه المعسكرات على بنية الفرد الفلسطيني، الذي لم يكن يريد استرجاع بيته ولكن استرجاع فلسطين كاملة، مثلما سخر من فرحته الكبيرة واندهاشه بالبدلة العسكرية و«البسطار»، الذين ساهما في نقل مستواه الاجتماعي في نظر الناس «البسطاء» من ماسح أحذية إلى بطل. لنطل أيضاً على حالة نضالية أخرى كانت لها ظروفها في عدم كونها خيارا أو قراراً بقدر ما كانت ظروف حياتية معاشية فيها الاحتلال والتهميش والتمييز والجهل. ومع دخول أبو حليمة إلى أراضي القدس يفاجأ بأن فلسطين لم تعد فلسطين ليس بسبب ذل الحواجز الإسرائيلية والتفتيش والمستوطنات التي غيرت شكل فلسطين ولكن أيضاً بسبب ما رآه من شباب الداخل في القدس، التي تسلل إليها ليعيش عند ابن خالته، حين غابت عن بعضهم القضية ووصلوا لمرحلة من التعطيل وربما اليأس، فأصبحوا مدمني حشيش ومخدرات يعتنقون الأفكار الانتهازية التي يبررون لأنفسهم فيها التعامل مع اليهود وتعلم اللغة العبرية من أجل الحصول على وظيفة تضمن لهم المستقبل: «شباب صغار بشربوا خمرة وحشيش قلتلهم شو بدوا يقول عنكم سيدنا عمر بن الخطاب وصلاح الدين لو شافوكم من خرم التاريخ.. قالوا لي بدنا نسكر خرم التاريخ في قطنة»، فنسمع صرخة أبو حليمة المدوية، ولكن بنبرة خافتة ملؤها الحزن: «ما أبعدك يا فلسطين وأنا فيك»، فلسطين التي تعبأ بالحزن عليها لأنها لم تعد تذكر إلا في المناسبات الاحتفالية.
وبذكاء سردي متقن استطاع «إسماعيل دباغ» أن يحمل المسؤولية للمجتمعات العربية والمواطنين الذين يشتركون مع المجتمع الفلسطيني بالكثير من مظاهر التخلف الاجتماعية والفكرية تخص حياتهم وقضاياهم المصيرية التي افترض أن فلسطين جزء منها عندما حلل ذلك العربي سبب النكسة إلى عدم الوضوء: «انهزمتوا لإنكن مش متوضين» فرد عليه أبو حليمة: « هوي اليهود كانوا متوضين؟». إشارات كثيرة ودلالات استطاع أن يمررها مسرح الرواة من خلال معاناة مواطن بسيط منسي وغير مرئي، الإنسان الذي قضى منذ ما قبل النكبة مهمشا في الأدب والفنون والإعلام! هو الإنسان العادي الذي لا يدافع لاسترجاع بيته الذي كان يسكن فيه وأصبح لعائلة يهودية، ولكن الإنسان الذي لن يتوانى بالموت للدفاع عن كل شبر من فلسطين! هو الإنسان الذي تعرف إسرائيل أنه عقبتها الحقيقية فقط لمجرد وجوده.
**المسرح.. منبر للقاع!!
«أبو حليمة» عرض جعلنا نتساءل عن المسرح الراقي في ظل ظروف وشروط لا تصلح حتى للحياة. وجعلنا نكبر الفنان الفلسطيني إيمانه بالمسرح اشتغاله عليه ليس كفن له قيمته الجمالية ولكن كحامل لرسائل فكرية ومعرفية على عدة مستويات. وفي الوقت الذي يطالب فيه الفنان المسرحي العربي بالأموال الضخمة حتى يصنع المسرح، استطاعت فرقة «الرواة» أن تمتعنا بفقر محتويات الخشبة وفقر الإضاءة وبقية العناصر التي لم تكن ضرورية أمام قيمة النص الفكرية ورشاقته في الانتقال من حكاية إلى أخرى ومن موقف إلى آخر، ونجح أمام امتحان الدخول إلى تجربة المونودراما التي كنا نظن أنها فن مضجر، ورغم الفضاء الفسيح وضآلة حجم الشخصية «أبو حليمة» النحيف المنحني، إلا أنه استطاع أن يملأ المكان ويسيطر على شد انتباه المشاهد طوال فترة العرض ويخضع المشاهد لتواترات مشاعر وشعور أبو حليمة بتواضعه ودخوله إلى تلك التفاصيل الإنسانية المعذبة.
هكذا نخرج من المسرح تملؤنا التساؤلات والحنين لمسرح ينطلق من هم الناس ومشغول لهم، يحترمهم ويعبر عنهم، يبدأ من أحذيتهم، وليس من مكان آخر، مسرح مشاكس ومقاوم يدافع عن حق الحياة الكريمة للناس، لنعرف لماذا هجر الناس المسرح ولماذا لا تعنيهم السينوغرافيا المبتذلة والإضاءة الكاذبة والنص المشوه، المشغول فقط من أجل اقتناص مكافأة مالية ومراكمة فواتير وهمية. بالمقابل ترفض فرقة الرواة أي دعم مالي من أي جهة، وسينتجون المسرح بطاقاتهم الإبداعية فقط، التي لن تنتج الفرجة والتسلية والإضحاك، ولن تقدم التجريب في العالم السحري الشخصاني والفردي، ولكن الهم الحياتي الذي يريده الجمهور ويحتاجونه، الذي لا وجود فيه لعضلات مخرج أو استعراض الممثل.. مسرح ينتج المعرفة والوعي.
.
دمشق تتحول الى منصة لرواة فلسطين! فلسطيني غادر كادرة من على خشبة المسرح!! الجمعة, 15 ماي/آيار 2009 10:28 فاديه زيد- دمشق
اسعدنا كثيراً نحن العرب ولسنوات طوال أن يبقى الفلسطيني في لا وعينا تلك الصورة الجميلة والرومانسية التي سكنها رجل خارق، يلبس بدلة عسكرية، يغطي وجهه بالسلك، عيناه «تقدحان» نارا ويحمل بيده بندقية.
ولم ندر إلا متأخرين بأن هذه الصورة كانت تعويضا عن تلك الحقيقة المرة بأننا عاجزون و»معطلون» أمام القضية الفلسطينية، وأمام شعب عالق في أبشع مؤامرة دولية وسمت تاريخنا المعاصر بقانون الغاب، لعب فيه الإعلام والأدب والفن دوراً في تكريسها وجعلها نمطية بعيدة عن الفلسطيني الإنسان البسيط المهمش الذي كنا نظنه هاوياً للعب بالموت، وللمشي «حافي» كما عبر «أبو حليمة» بطل الملحمة الفلسطينية الحقيقي الذي يشبهنا والذي عشنا معه في العرض الفلسطيني «ابو حليمة»، المقدسي الآتي ليحيي احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية في مهرجان الشباب الرابع في طرطوس والتي حملت نظرة مختلفة على أكثر من صعيد: الفني والمعرفي.
**ما لا نعرفه عن الفلسطيني «الإنسان»
من العنوان يكسر «مسرح الرواة» الاجتماعي والعربي الذكوري السائد باستخدامه لاسم «حليمة» كاسم انثوي رضي أن ينادى به رجل عربي متزوج. ورويدا سنذهب مع هذا الفلسطيني إلى قاع حياته ومأساته لنرى وعبر هذه الرحلة المسرحية سلاسل من القهر والانكسارات والنكبات النفسية والحياتية التي ظلت بعيدة عن الأضواء هي اختصار لتراجيديا الإنسان الفلسطيني البسيط، الذي لم يكن الاحتلال بمفهومه المادي المباشر ووجود العدو الصهيوني هو معاناته الوحيدة فقط، ولكن متوالية من الانكسارات الهزائم الحياتية بدأت منذ ما قبل النكبة بالفقر والتمييز الاجتماعي الذي تناوله العرض المعد عن قصة للشاعر الفلسطيني طه محمد علي «ما يكون» وإخراج الإسباني جاكوب آمو، بدأت من تحطم حلم «أبو حليمة» بامتلاك حذاء لمدة عشر سنوات نجح خلالها مرة بشراء واحد كانت فردتاه «يمين»، وكم كان ألمه كبيراً عندما رأى ابن المختار يرتدي تلك «الكندرة» التي أحبها والتي لم يستطع أن يشتريها: «حسبت انو اغتصبها مني». تتابع الحياة تنكيلها بذلك المعذب لتبدأ رحلة جديدة بعد النكبة والتهجير من فلسطين ليذوق «أبو حليمة» الاضطهاد النفسي من مواطني البلد العربي الذي عاش في مخيماته لاجئا حين كان يمنع من التصرف والحديث بأي حق يتعلق بالمواطنة كاعتراضه على غلاء سلعة ليكون جواب العربي: « روح اتقاوى ع اليهود بدل ما تتقاوى علي'َ». وكرد فعل على هذا الشعور وجد أبو حليمة نفسه وبشكل فطري مدفوعا للالتحاق بأحد معسكرات التدريب والمقاومة لكي يدافع عن أرضه ويعيش فيها بكرامة، لندخل وإياه منطقة لطالما كانت محظورة وهي تصوير الارتجال والجهل في التعاطي مع أفراد المقاومة المتطوعين، جاعلا منها مجالا للسخرية كسرت حالة القدسية والمثالية التي كنا ننظر بها، عندما استعرض بعض الشعارات أثناء التدريب العسكري" لا دخان ولا نسوان- التي حملها «أبو حليمة» مسؤولية الإساءة إلى طبيعة الفرد الفلسطيني وأشار بها إلى حجم الأذى المتأتي والتخريب غير المباشر وغير المخطط له الذي الحقته هذه المعسكرات على بنية الفرد الفلسطيني، الذي لم يكن يريد استرجاع بيته ولكن استرجاع فلسطين كاملة، مثلما سخر من فرحته الكبيرة واندهاشه بالبدلة العسكرية و«البسطار»، الذين ساهما في نقل مستواه الاجتماعي في نظر الناس «البسطاء» من ماسح أحذية إلى بطل. لنطل أيضاً على حالة نضالية أخرى كانت لها ظروفها في عدم كونها خيارا أو قراراً بقدر ما كانت ظروف حياتية معاشية فيها الاحتلال والتهميش والتمييز والجهل. ومع دخول أبو حليمة إلى أراضي القدس يفاجأ بأن فلسطين لم تعد فلسطين ليس بسبب ذل الحواجز الإسرائيلية والتفتيش والمستوطنات التي غيرت شكل فلسطين ولكن أيضاً بسبب ما رآه من شباب الداخل في القدس، التي تسلل إليها ليعيش عند ابن خالته، حين غابت عن بعضهم القضية ووصلوا لمرحلة من التعطيل وربما اليأس، فأصبحوا مدمني حشيش ومخدرات يعتنقون الأفكار الانتهازية التي يبررون لأنفسهم فيها التعامل مع اليهود وتعلم اللغة العبرية من أجل الحصول على وظيفة تضمن لهم المستقبل: «شباب صغار بشربوا خمرة وحشيش قلتلهم شو بدوا يقول عنكم سيدنا عمر بن الخطاب وصلاح الدين لو شافوكم من خرم التاريخ.. قالوا لي بدنا نسكر خرم التاريخ في قطنة»، فنسمع صرخة أبو حليمة المدوية، ولكن بنبرة خافتة ملؤها الحزن: «ما أبعدك يا فلسطين وأنا فيك»، فلسطين التي تعبأ بالحزن عليها لأنها لم تعد تذكر إلا في المناسبات الاحتفالية.
وبذكاء سردي متقن استطاع «إسماعيل دباغ» أن يحمل المسؤولية للمجتمعات العربية والمواطنين الذين يشتركون مع المجتمع الفلسطيني بالكثير من مظاهر التخلف الاجتماعية والفكرية تخص حياتهم وقضاياهم المصيرية التي افترض أن فلسطين جزء منها عندما حلل ذلك العربي سبب النكسة إلى عدم الوضوء: «انهزمتوا لإنكن مش متوضين» فرد عليه أبو حليمة: « هوي اليهود كانوا متوضين؟». إشارات كثيرة ودلالات استطاع أن يمررها مسرح الرواة من خلال معاناة مواطن بسيط منسي وغير مرئي، الإنسان الذي قضى منذ ما قبل النكبة مهمشا في الأدب والفنون والإعلام! هو الإنسان العادي الذي لا يدافع لاسترجاع بيته الذي كان يسكن فيه وأصبح لعائلة يهودية، ولكن الإنسان الذي لن يتوانى بالموت للدفاع عن كل شبر من فلسطين! هو الإنسان الذي تعرف إسرائيل أنه عقبتها الحقيقية فقط لمجرد وجوده.
**المسرح.. منبر للقاع!!
«أبو حليمة» عرض جعلنا نتساءل عن المسرح الراقي في ظل ظروف وشروط لا تصلح حتى للحياة. وجعلنا نكبر الفنان الفلسطيني إيمانه بالمسرح اشتغاله عليه ليس كفن له قيمته الجمالية ولكن كحامل لرسائل فكرية ومعرفية على عدة مستويات. وفي الوقت الذي يطالب فيه الفنان المسرحي العربي بالأموال الضخمة حتى يصنع المسرح، استطاعت فرقة «الرواة» أن تمتعنا بفقر محتويات الخشبة وفقر الإضاءة وبقية العناصر التي لم تكن ضرورية أمام قيمة النص الفكرية ورشاقته في الانتقال من حكاية إلى أخرى ومن موقف إلى آخر، ونجح أمام امتحان الدخول إلى تجربة المونودراما التي كنا نظن أنها فن مضجر، ورغم الفضاء الفسيح وضآلة حجم الشخصية «أبو حليمة» النحيف المنحني، إلا أنه استطاع أن يملأ المكان ويسيطر على شد انتباه المشاهد طوال فترة العرض ويخضع المشاهد لتواترات مشاعر وشعور أبو حليمة بتواضعه ودخوله إلى تلك التفاصيل الإنسانية المعذبة.
هكذا نخرج من المسرح تملؤنا التساؤلات والحنين لمسرح ينطلق من هم الناس ومشغول لهم، يحترمهم ويعبر عنهم، يبدأ من أحذيتهم، وليس من مكان آخر، مسرح مشاكس ومقاوم يدافع عن حق الحياة الكريمة للناس، لنعرف لماذا هجر الناس المسرح ولماذا لا تعنيهم السينوغرافيا المبتذلة والإضاءة الكاذبة والنص المشوه، المشغول فقط من أجل اقتناص مكافأة مالية ومراكمة فواتير وهمية. بالمقابل ترفض فرقة الرواة أي دعم مالي من أي جهة، وسينتجون المسرح بطاقاتهم الإبداعية فقط، التي لن تنتج الفرجة والتسلية والإضحاك، ولن تقدم التجريب في العالم السحري الشخصاني والفردي، ولكن الهم الحياتي الذي يريده الجمهور ويحتاجونه، الذي لا وجود فيه لعضلات مخرج أو استعراض الممثل.. مسرح ينتج المعرفة والوعي.
.
مسرحية شارع فساد الدين
عرضت في «أيام عمان المسرحية» : «شارع فساد الدين» .. دراما الحياة في القدس وملهاتها الدامية
الدستور - خالد سامح -ضمن فعاليات "ايام عمان المسرحية" التي تختتم اليوم عرضت مساء اول من امس على المسرح الدائري في المركز الثقافي الملكي المسرحية الفلسطينية "شارع فساد الدين" عن نص وسينوغرافي لإسماعيل الدباغ وإخراج إسماعيل الدباغ وهي من تمثيل رشا جهشان ، عماد الجاعوني ، علاء أبو غربيه ، ناصر عطا ، حسام غوشه وجميعهم يشكلون فرقة "الرواة" الفلسطينية والتي تأسست قبل سنوات وقدمت عدد من الاعمال المسرحية الناجحة والتي تطرح المأساة الفلسطينية بكل ابعادها.و"شارع فساد الدين" مسرحية تقدّم دراما الحياة في مدينة القدس في مأساتها وملهاتها الدامية ، وفي لحظة يشهد أهلها سرقة الأرض من تحت أقدامهم وسرقة التاريخ من ذاكرتهم. جرأة الطرح في النص والإخراج تقابلها عفوية أداء الممثلين الذين يقدمون حياتهم في القدس عند لحظة تاريخية حاسمة قبل أن ينجح الإحتلال في تحويلها لـ (أورشليم القدس).في العمل إيماءة تحية للقائد صلاح الدين الأيوبي ، صاحب شارع صلاح الدين ومحرر القدس من محتليها قبل ثمانية عقود يصاحبها تحية للتاريخ تقابلها غصة الواقع ، وبين "شارع صلاح الدين" و"شارع فساد الدين" تتحرك الشخصيات في واقع صعب مواز لخشبة التاريخ في حلقة شعبية مسرحية تتجلى فيها روح الممثل الراوي.وتأتي المسرحية لتلامس الصراع الانساني والاجتماعي والسياسي وتحولاته وتحفيزه على تقديم المزيد من الانجازات والعطاء لذلك الارث الابداعي الرصين الذي جعل مسرحيي العالم يقفون بوجل امام المسرح المقدسي ما جعل العروض تقفز عائمة في مخيلتهم وهم ينتزعون الجوائز في المهرجانات التي يشاركون فيها.ويهدي المخرج اسماعيل الدباغ مسرحيته للقدس بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة العربية للعام الحالي ويقول "ان خشبة المسرح ليست فقط نافذة للهو والترفيه ، بل هي فضاء واسع لاعادة رسم الواقع بصيغ ابداعية حضارية وانسانية متقدمة ، يمد لسان السخرية والادانة لاعداء الانسان ويشيد حياة افضل تحترم انسانية وحرية الفرد.. ويبقى حب الناس للمسرح ازليا سرمديا ، لان في داخل كل واحد منا ممثل على مسرح الحياة فكلنا ممثلون وفق هذا المنطق واروع الممثلين نحن الذين تحدينا الظلام والاحتلال وانتصارنا للسلام والانسان".ويؤكد الدباغ إنه على الرغم مما تعرض له الفنانون والكتاب والمسرح بشكل عام خلال الأعوام الماضية في القدس ، "إلا أن ايمانهم لازال كبير بدور الفنان الحقيقي في بناء بلده نظرا للدور الملقى على عاتقه في المجتمع." ونشير الى ان "شارع فساد الدين" كانت قد عرضت على مسرح القصبة في رام الله وستعرض في مهرجان المسرح المحترف بمدينة طرطوس السورية منتصف الشهر الحالي.
الدستور - خالد سامح -ضمن فعاليات "ايام عمان المسرحية" التي تختتم اليوم عرضت مساء اول من امس على المسرح الدائري في المركز الثقافي الملكي المسرحية الفلسطينية "شارع فساد الدين" عن نص وسينوغرافي لإسماعيل الدباغ وإخراج إسماعيل الدباغ وهي من تمثيل رشا جهشان ، عماد الجاعوني ، علاء أبو غربيه ، ناصر عطا ، حسام غوشه وجميعهم يشكلون فرقة "الرواة" الفلسطينية والتي تأسست قبل سنوات وقدمت عدد من الاعمال المسرحية الناجحة والتي تطرح المأساة الفلسطينية بكل ابعادها.و"شارع فساد الدين" مسرحية تقدّم دراما الحياة في مدينة القدس في مأساتها وملهاتها الدامية ، وفي لحظة يشهد أهلها سرقة الأرض من تحت أقدامهم وسرقة التاريخ من ذاكرتهم. جرأة الطرح في النص والإخراج تقابلها عفوية أداء الممثلين الذين يقدمون حياتهم في القدس عند لحظة تاريخية حاسمة قبل أن ينجح الإحتلال في تحويلها لـ (أورشليم القدس).في العمل إيماءة تحية للقائد صلاح الدين الأيوبي ، صاحب شارع صلاح الدين ومحرر القدس من محتليها قبل ثمانية عقود يصاحبها تحية للتاريخ تقابلها غصة الواقع ، وبين "شارع صلاح الدين" و"شارع فساد الدين" تتحرك الشخصيات في واقع صعب مواز لخشبة التاريخ في حلقة شعبية مسرحية تتجلى فيها روح الممثل الراوي.وتأتي المسرحية لتلامس الصراع الانساني والاجتماعي والسياسي وتحولاته وتحفيزه على تقديم المزيد من الانجازات والعطاء لذلك الارث الابداعي الرصين الذي جعل مسرحيي العالم يقفون بوجل امام المسرح المقدسي ما جعل العروض تقفز عائمة في مخيلتهم وهم ينتزعون الجوائز في المهرجانات التي يشاركون فيها.ويهدي المخرج اسماعيل الدباغ مسرحيته للقدس بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة العربية للعام الحالي ويقول "ان خشبة المسرح ليست فقط نافذة للهو والترفيه ، بل هي فضاء واسع لاعادة رسم الواقع بصيغ ابداعية حضارية وانسانية متقدمة ، يمد لسان السخرية والادانة لاعداء الانسان ويشيد حياة افضل تحترم انسانية وحرية الفرد.. ويبقى حب الناس للمسرح ازليا سرمديا ، لان في داخل كل واحد منا ممثل على مسرح الحياة فكلنا ممثلون وفق هذا المنطق واروع الممثلين نحن الذين تحدينا الظلام والاحتلال وانتصارنا للسلام والانسان".ويؤكد الدباغ إنه على الرغم مما تعرض له الفنانون والكتاب والمسرح بشكل عام خلال الأعوام الماضية في القدس ، "إلا أن ايمانهم لازال كبير بدور الفنان الحقيقي في بناء بلده نظرا للدور الملقى على عاتقه في المجتمع." ونشير الى ان "شارع فساد الدين" كانت قد عرضت على مسرح القصبة في رام الله وستعرض في مهرجان المسرح المحترف بمدينة طرطوس السورية منتصف الشهر الحالي.
.
الجائزة الاولى لمسرحية ابو حليمه بمهرجان اوسلو للمسرح الحديث
الجائزة الأولى لمسرحية أبو حليمة بمهرجان أوسلو للمسرح الحديث التاريخ: 1431-4-7 هـ الموافق: 2010-03-23 00:22:02
القدس المحتلة- وكالة قدس نت للانباء
عاد فريق مسرح الرواة من أوسلو بعد المشاركة في مهرجان المسرح الحديث بمسرحية الأحداث الأليمة في حياة "أبو حليمة" التي فازت بالجائزة الأولى لمهرجان المسرح الحديث في أوسلو.
وأطلق عليها الجمهور النرويجي وصف مسرحية السلام المجنون وحظيت باهتمام عالمي كبير حيث كان المسرحية العربية الوحيدة في المهرجان، وهي من بطولة المسرحي الفلسطيني إسماعيل الدباغ وإخراج الاسباني جاكوب امو، وتصميم الإضاءة لمعاذ الجعبة وتلقت المسرحية دعوة من الوفد الألماني لعرضها في مهرجان برلين المسرحي أواخر هذا العام وكان الدباغ قد حل ضيفا على مدرسة المسرح في أوسلو وقدم ورشة عمل عن المسرح الفلسطيني في ظل الاحتلال وفي ظل الفساد الثقافي .وتم توقيع اتفاقية لاستضافة ممثلين فلسطينيين مع كتاب مسرح نرويجيين لخلق تعاون ثقافي أساسه التعاون والاحترام المتبادل .
في هذا العرض، يقدِّم أبو حليمة وهو الشخصية الرئيسة فيه وقصتَه التي تتقاطع مع آلاف قصص الفلسطينيين منذ نكبة عام 1948 ويعرض الدباغ طفولةَ أبي حليمة في أحد مخيمات اللجوء وهو يحلم بامتلاك حذاء، ويحلِّق في طفولة شفافة ليعيد المشاهِد إلى طفولته، ونراه في عودته الناقصة من المنفى يبحث عن فلسطين في فلسطين ولا يجدها، مدارس ومدرسون قساة وأزقة وطرقات وأمطار وأحذية وجيوش وأحلام وهزائم وأوسمة وبائعات خضار بباب العمود، القدس ويافا وواقع محتل وشباب ضائع وحشاشون.. هؤلاء جميعهم نلتقيهم مع أب ي حليمة، ذاك الطفل الكبير الذي ما زال يبحث عن حذاء طفولته ويواصل الاحتجاج على طريقته، وهو في مناكفاته وسلاطة لسانه، ويذكرنا بقاسم الطفل الذي ضحك على ذقون القتلة ، وفيه أيضاً من روح حنظله الطفل الذي يسحبنا من أيدينا إلى طريق العودة كما أوصانا الفنان الشهيد ناجي العلي.
وقد تلقت مسرحية أبو حليمة عدة دعوات لعرضها في أماكن عدة حول العالم كان آخرها مهرجان أيام مقدسية في دمشق.
وقد أثني الجمهور السوري على المستوى الفني الذي يتمتع به مسرح الرواة الفلسطيني الذي يفخر بتناوله للمواضيع الحياتية بعيدا عن التمويل الغربي المشروط، وحازت المسرحية على جائزة تقديرية من وزارة الثقافة السورية ، وكانت قد حازت على الجائزة الأولى لمهرجان المونودراما في عكا وحصل الدباغ على جائزة أحسن ممثل في مهرجان أمستردام عن مسرحية العصافير .
يذكر أن مشروع أستوديو الممثل قد بدأ في تخريج مجموعة واعدة من الممثلين المقدسيين برعاية ودعم من مؤسسة الرؤيا وصرح رامي ناصر الدين مدير المؤسسة أن من أولوياتها رفد الحركة المسرحية بدماء جديدة تحمل الهم المقدسي إلى خشبة المسرح ، وقد عزما على دعم كل أشكال الثقافة في المدينة رغم كل المحاولات التي تحاول إقصاءنا عن القدس .
مسرحية مجلس العدل
فرقة مسرح الرواة الفلسطينية تعرض للراحل توفيق الحكيم وترفض الدعم الذي يستهدف التدجين..! كتب: جميل حمادة قامت فرقة مسرح الرواة الفلسطينيه، بعرض مسرحية للأديب المصري الراحل توفيق الحكيم بعنوان "مجلس العدل"، وإخراج إسماعيل الدباغ، وذلك في افتتاح مهرجان طرطوس، بسورية ضمن فعاليات القدس عاصمة الثقافه العربية.. وفي القدس الشرقية عرضت للجمهور الفلسطيني في أحد مسارح القدس نفس المسرحية، حيث غصت قاعة المسرح بالمشاهدين المقدسيين الذين ضحكوا كثيرا على المسرحية التي هي من نوع "الكوميديا السوداء" حيث يختلط الضحك بالبكاء. . بما ينطبق تماما مع وضع الشعب الفلسطيني، خاصة في القدس الآن.. وقد تطابقت أحداث المسرحية وما تجسده من أحداث، مع مأسيهم الحياتية تحت شعار "شر البلية ما يضحك"؛ وذلك من خلال اقصوصه شاميه ترتكز على مفهوم اللاعدل حيث نشاهد قاضي مرتشي يقلب الحق الى باطل والباطل الى حق، ويقول المخرج والكاتب المسرحي اسماعيل الدباغ بعد العرض مباشرة ان المشاهدين ضحكوا على مأسيهم المبكيه حقا، فالأحداث الدرامية الساخرة شاهدناها مؤخرا في حي واد الجوز حيث كثرت البؤر الاستيطانية.. وقال احد المشاهدين بعد العرض مباشرة ان ما شاهدناه من أحداث، أضحكتنا ولكن أبكتنا في أنٍ واحد فالمأساة المقدسيه كبيرة جدا، والمسرحية ركزت على مقوله اذا القاضي غريمك فلمن تشتكي، فرأينا ان صاحب الوزة التي سرقها الفران واطعمها للقاضي، قد دفع غرامة مقابل سرقة وزته، حيث قال سارق الوزه لصاحبها انها طارت من الفرن وهي محمرة، وهذا ما اكده القاضي في حيثيات الحكم (ان الله يحي العظام وهي رميم)، وتوالت احداث المسرحية في عرض لموضوع الاراضي الفلسطينيه وما يجري عليها. ويقوم بتجسيد الأدوار في هذه المسرحية «حسام الدين غوشه وديما الحلو وخالد محتسب ومجد الشيخ ولؤي ابو عمر وابراهيم دويك » الذين أجادوا في أدوارهم وابدعوا في أدائهم..هذا، وأضاف مخرج المسرحية الأستاذ الدباغ بأن المسرح مكان لصنع الامل وحث الجمهور على زرع الامل في نفوس المواطنين، حيث ينبغي على المسرح أن يركز على قضايا الوطن والمواطن الفلسطيني، لا ان يقدم اعمالا غربية تنفر المشاهدين حيث كثرت في السنوات الاخيرة اعمالا وبرامج مسرحية ترضي اذواق الممول الغربي، فشاهدنا مخرج فرنسي وممثلين محليين يتحدثون الفرنسيه الركيكه في عمل استشراقي لا يقدم للفلسطينين شيء، بل يدعم من استجلبه ببضعة قروش. ولاحظ الدباغ بأن الغريب في الأمر أحيانا أن بعض هذه الأعمال المسرحية تقدم وكأنها مسرحيات فلسطينيه، فنحن في مسرح الرواة رفضنا ونرفض الدعم لقناعتنا بأن المسرح فعل ثقافي من أجل حياة أفضل، وقدمنا العديد من الاعمال التي ما زالت تعرض حتى اليوم، كان آخرها مسرحية شارع فساد الدين حيث استقطبت جمهورا كبيرا قلما شاهدناه في عروض مسرحية محلية. والجدير بالذكر ان هذه المسرحية قد اعدت خصيصا لمشروع قد نظمته مؤسسة الرؤيا الفلسطينيه لشهر رمضان المبارك وما بعده، حيث عقدت فرقة الرواة ومؤسسة الرؤيا اتفاقية تعاون للسنوات الخمس القادمه يبدأ بمشروع «ستوديو الممثل» حيث يقوم بتخريج مجموعة من الممثلين الموهوبين من خلال برنامج تدريبي مكثف يحتوي على مسار أكاديمي لاعداد ممثلين شباب، يخضع فيه المتدرب لبرنامج تعليمي ومهني.